الاثنين، 23 يوليو 2012

البرامج التلفزية الرمضانية



البرامج التلفزية الرمضانية : "  المندبة كبيرة ... و الميت فار "




 بعدما عشنا في ما سلف من سنوات الصيام التي قضت سلسلة من البرامج التي اتسمت جلها ب (الحموضة ) على حد قول الشارع المغربي , و بعدما كنا ننتظر التغيير في عهد هذه الحكومة ( الإسلامية ) , لم تخرج أبدا برامج القناة الأولى و لا حتى الثانية عن المعتاد , إذ ثم الاحتكام إلى نفس الوجوه و الشخوص, و السيناريوهات المعروفة , و بنفس الطريقة و الكيفية في تطبيق خطير لعملية ( كوبي كولي ) , برامج اقل ما يمكن ان يقال عنها أنها فارغة من المحتوى , لم يتغير في حلقاتها إلا الأرقام المعتمدة لإنتاجها و بعض الروتوشات على مستوى الديكور , و ضجة اعلامية سبقت تقديمها , لذلك قلت ان ( المندبة كبيرة ... و الميت فار ...)


سأحاول من خلال طرحي لهذا الأشكال أن أركز على كل ما هو مادي صرف لإبراز حجم الأموال التي تصرف من دون أي طائل يذكر , و هنا اخترت لكم الحلقة الأولى من الكاميرا الخفية ( جار و مجرور ) التي ثم بثها على شاشة القناة الثانية و كان ضحيتها الفنان طهور : تخيلوا معي قاعة أفراح مجهزة بالتمام و الكمال على شكل عرس بما يلزم من أكل و جمهور و موسيقيين و ( نكافة ) و ما الى ذلك , و بطبيعة الحال كل شيء إلا و له ثمن , فالفنان طاهور تقاضى مبلغ ( 50.000 درهم ) كما جاء على لسانه , النكافة العلم لله كم كانت تكلفة عملها , الجمهور أكيد انه سيتقاضى ثمن حضوره , و قس على ذلك ... كل شيء بمقابل , و في نهاية المطاف حلقة لم تضحك حتى براءة الأطفال الصغار , ( واش نقصنا الضحك ) ؟ لكن السؤال الذي دائما ما كان يتبادر إلى دهني في كل مرة هو : لماذا يصر القائمون على قنواتنا التلفزية خلال شهر رمضان على بث برامج ذات طابع فكاهي , ( اشنو زعما حنا صايمين بالجميل و بغيتو تبردو علينا ... هههه ) .

أظن ان المشهد التلفزي المغربي لم و لن يتغير مادام هنالك أشخاص خلف الكاميرات يسخرون جنون أفكارهم خدمة لتدمير داوت و عقول شعب بأكمله , إما عن طريق برامج لا تخلوا من سياسة ( التكليخ ) , او أخرى ذات طابع إيديولوجي تستهدف تدمير كل ما هو أخلاقي في جسم مجتمع مغربي محافظ تربى على الحشمة و الحياء , فلا بنكيران و لا غيره قادر على الوقوف في وجه هذا الاخطبوط الذي يشرف على هذه القنوات , كنا ننتظر برامج تقربنا من الله في شهر العبادة و الصيام , برامج هادفة و توعوية , برامج قد تعود بالنفع على كل شرائح المجتمع المغربي باختلاف مستوياته الثقافية و العلمية و أيضا المعرفية , لكن للأسف أصبحنا مجبرين على مشاهدة برامج ( حامضة ) , فمرة (ياك حنا جيران ) , ثم بعد ذلك ( ديما جيران ) , ف ( كلنا جيران ) , و الله اعلم ماذا و كيف سيكون حال السنة المقبلة ان مد الله في العمر ؟

و إلى حين تغيير هذه البرامج التافهة , و تعويضها بأخرى ذات الطابع الفكري الجاد في مستوى ذكاء الشعب المغربي , سأضطر إلى تغيير القناة و ابحث لي عن ضالتي في بحر القنوات العربية المتميزة التي تعي جيدا مفهموم الزبون و تقدر جيدا أهمية إرضاءه , و تراعي حجم المنافسة التي تنتظرها من نظيراتها , قنوات تبحث عن كسب ثقة اكبر عدد من المشاهدين بدل سياسة التنفير و التهجير التي تنتهجها قنواتنا المغربية , فالي متى سيستمر حالنا بهكذا شكل ؟ و هل الشعب المغربي بهذا الغباء كما يتصور القائمون على قنواتنا التلفزية حتى يستحمروننا بمثل هذه البرامج غير اللائقة ؟

و في آخر هذا الموضوع أود ان أوجه سؤال إلى السيد مصطفى الخلفي الوزير المكلف بالقطاع : هل أنت راض عن مستوى قنواتك التي تشرف عليها ؟ أم ان هنالك اياد خفية ارادتها اقوى من عزيمتك ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

لو اعجبك الموضوع انتظر تعليقك ، شآركنا برآيك لا تقرا فترحل

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More