السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد لا تلفت انتباهك لصغر حجمها لكن هذه الكائنات المدهشة لا زالت قادرة على إبهارنا بما تفعل،
فتخيلوا كيف تواجه هذه الكائنات الصغيرة الفيضانات المدمرة؟
اكتشف العلماء أنه وبمجرد أن يتسرب الماء إلى داخل مستعمرات النمل يقومون بإخلاء تلك
المستعمرات، ثم يبحثون عن أراضي جافة مرتفعة ويتشابكون مع بعضهم البعض لبناء قارب حي
بأجسامهم ليطفوا فوق الماء!!
تم اكتشاف هذا التصرف المدهش في نمل النار الذي يعيش في أمريكا الجنوبية، والذي يسكن في
الغابات المطيرة التي تكون معرضةً دائماً للفيضانات. وبمجرد تكوين هذا القارب المدهش يمكن أن
يبقى النمل بهذا الشكل لأيام وأسابيع وحتى شهور حتى تجف المياه أو يصلوا لأرض جافة!
يستخدم النمل فكه ليمسك ببعضه البعض وليكوّن نسيجاً لا يمكن اختراقه من الماء، ويقوم النمل
كذلك بحمل الملكة معهم في مكان آمن داخل القارب ويقومون بتأمينها!
اكتشف العلماء هذه الظاهرة الفريدة من خلال إلقاء عدد كبير من النمل مرة واحدة في الماء
وتصوير ما يحدث، فكانت النتيجة هي أنه وفي أقل من دقيقتين انتشر النمل بطريقة شكّلت قارباً
حيّاً بأجسامهم كما ستشاهدون في هذا الفيديو:د
وهذا الفيديو لتجربة مماثلة من الأعلى:
والمدهش أن العلماء حين قاموا بإزالة النمل الذي في الأعلى واحدة بواحدة لاحظوا أن النمل الذي
في الأسفل يصعد مكانه لحفظ اتزان القارب من خلال الحفاظ على سُمكه ومساحة انتشاره!!
فيقول العلماء أن النمل الذي في الأسفل يكون على علم بعدد النمل الذي يوجد فوقه بطريقة ما،
وإن كان لم يعرفوا بعد كيف يستطيع ذلك!!
ستلاحظون في الصور وجود جزء من النمل أسفل سطح الماء ولعلكم تتساءلون كيف يبقى على
قيد الحياة، وفي ذلك اكتشف العلماء أن النمل أثناء بنائها هذا القارب يقوم بتشكيل جيوب هوائية
أسفل السطح ليتنفس منها النمل العالق في الأسفل!!
أما عن سر هذا التصرف العجيب فيقول الباحث ناثان موت أن النمل كائن اجتماعي يحتاج لبعضه
البعض، لذا ومع إن عدداً صغيراً يمكن أن يطفو ويحيا وحده إلا أن مستعمرات النمل غالباً ما تقوم
كلها بتشكيل قارب واحد لتبقى مع بعضها البعض!
ويقول القائمون على البحث أن على صانعي السفن التعلم من النمل، لأنه وفي أقل من 100 ثانية
يستطيع هذا الكائن الصغير بناء قارب دون أي معدات ولا تجهيزات، ويستطيع هذا القارب حمل مئات
وحتى آلاف الركاب بأمان مع وجود جيوب هوائية أسفله!!
0 التعليقات:
إرسال تعليق
لو اعجبك الموضوع انتظر تعليقك ، شآركنا برآيك لا تقرا فترحل