بعدما عشنا في ما سلف من
سنوات الصيام التي قضت سلسلة من البرامج التي اتسمت جلها ب (الحموضة ) على
حد قول الشارع المغربي , و بعدما كنا ننتظر التغيير في عهد هذه الحكومة (
الإسلامية ) , لم تخرج أبدا برامج القناة الأولى و لا حتى الثانية عن
المعتاد , إذ ثم الاحتكام إلى نفس الوجوه و الشخوص, و السيناريوهات
المعروفة , و بنفس الطريقة و الكيفية في تطبيق خطير لعملية ( كوبي كولي ) ,
برامج اقل ما يمكن ان يقال عنها أنها فارغة من المحتوى , لم يتغير في
حلقاتها إلا الأرقام المعتمدة لإنتاجها و بعض الروتوشات على مستوى الديكور ,
و ضجة اعلامية سبقت تقديمها , لذلك قلت ان ( المندبة كبيرة ... و الميت
فار ...)
سأحاول من خلال طرحي لهذا الأشكال
أن أركز على كل ما هو مادي صرف لإبراز حجم الأموال التي تصرف من دون أي
طائل يذكر , و هنا اخترت لكم الحلقة الأولى من الكاميرا الخفية ( جار و
مجرور ) التي ثم بثها على شاشة القناة الثانية و كان ضحيتها الفنان طهور :
تخيلوا معي قاعة أفراح مجهزة بالتمام و الكمال على شكل عرس بما يلزم من
أكل و جمهور و موسيقيين و ( نكافة ) و ما الى ذلك , و بطبيعة الحال كل شيء
إلا و له ثمن , فالفنان طاهور تقاضى مبلغ ( 50.000 درهم ) كما جاء على
لسانه , النكافة العلم لله كم كانت تكلفة عملها , الجمهور أكيد انه سيتقاضى
ثمن حضوره , و قس على ذلك ... كل شيء بمقابل , و في نهاية المطاف حلقة لم
تضحك حتى براءة الأطفال الصغار , ( واش نقصنا الضحك ) ؟ لكن السؤال الذي
دائما ما كان يتبادر إلى دهني في كل مرة هو : لماذا يصر القائمون على
قنواتنا التلفزية خلال شهر رمضان على بث برامج ذات طابع فكاهي , ( اشنو
زعما حنا صايمين بالجميل و بغيتو تبردو علينا ... هههه ) .
أظن ان المشهد التلفزي المغربي لم
و لن يتغير مادام هنالك أشخاص خلف الكاميرات يسخرون جنون أفكارهم خدمة
لتدمير داوت و عقول شعب بأكمله , إما عن طريق برامج لا تخلوا من سياسة (
التكليخ ) , او أخرى ذات طابع إيديولوجي تستهدف تدمير كل ما هو أخلاقي في
جسم مجتمع مغربي محافظ تربى على الحشمة و الحياء , فلا بنكيران و لا غيره
قادر على الوقوف في وجه هذا الاخطبوط الذي يشرف على هذه القنوات , كنا
ننتظر برامج تقربنا من الله في شهر العبادة و الصيام , برامج هادفة و
توعوية , برامج قد تعود بالنفع على كل شرائح المجتمع المغربي باختلاف
مستوياته الثقافية و العلمية و أيضا المعرفية , لكن للأسف أصبحنا مجبرين
على مشاهدة برامج ( حامضة ) , فمرة (ياك حنا جيران ) , ثم بعد ذلك ( ديما
جيران ) , ف ( كلنا جيران ) , و الله اعلم ماذا و كيف سيكون حال السنة
المقبلة ان مد الله في العمر ؟
و إلى حين تغيير هذه البرامج
التافهة , و تعويضها بأخرى ذات الطابع الفكري الجاد في مستوى ذكاء الشعب
المغربي , سأضطر إلى تغيير القناة و ابحث لي عن ضالتي في بحر القنوات
العربية المتميزة التي تعي جيدا مفهموم الزبون و تقدر جيدا أهمية إرضاءه , و
تراعي حجم المنافسة التي تنتظرها من نظيراتها , قنوات تبحث عن كسب ثقة
اكبر عدد من المشاهدين بدل سياسة التنفير و التهجير التي تنتهجها قنواتنا
المغربية , فالي متى سيستمر حالنا بهكذا شكل ؟ و هل الشعب المغربي بهذا
الغباء كما يتصور القائمون على قنواتنا التلفزية حتى يستحمروننا بمثل هذه
البرامج غير اللائقة ؟
و في آخر هذا الموضوع أود ان أوجه
سؤال إلى السيد مصطفى الخلفي الوزير المكلف بالقطاع : هل أنت راض عن مستوى
قنواتك التي تشرف عليها ؟ أم ان هنالك اياد خفية ارادتها اقوى من عزيمتك ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق
لو اعجبك الموضوع انتظر تعليقك ، شآركنا برآيك لا تقرا فترحل